قروب الامارات
لتصلك الاخبار على الواتساب ارسل كلمة اشتراك للرقم

ضربت الشرطة الإماراتية ونظيرتها في إحدى الدول الآسيوية مثالاً رائعاً في التعاون من أجل القضاء على واحدة من أخطر شبكات ترويج المخدرات في الإمارات، حيث استطاعت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الاتحادية بالتعاون مع إدارات المكافحة بالقيادات العامة للشرطة من إلقاء القبض على أفراد شبكة آسيوية تروج للمخدرات،مستغلة التطور الكبير في السوق المصرفي الإماراتي للحصول على مقابل السموم التي يقومون بترويجها، كما تمكنت القوات من الوصول إلى زعيم الشبكة الإجرامية، والقبض عليه في عقر داره بالتعاون مع السلطات المحلية في دولته، وتقديمه إلى العدالة بعد ضبط نحو 16 كيلو من الهيروين والكريستال ومبالغ مالية في البلدين المتعاونين، خلال مداهمات طالت 242 موقعاً لإخفاء المضبوطات.
وتعود بدايات الضبط، إلى إلقاء القبض على أفراد من عصابة في الشارقة، تبين لاحقاً ارتباطها بزعيم لها خارج الدولة، فعزمت الأجهزة المعنية على القضاء على العصابة بكاملها وتقديمها للعدالة، وقد تحقق لها ذلك بالتعاون الدولي مع الأجهزة النظيرة بدولة قائد الشبكة الإجرامية، وأطاحت برأس العصابة في موطنه نتيجة دقة المعلومات وسرية وحذر الإجراءات وتقديمه للعدالة في بلاده، الأمر الذي أسفر عن سقوط باقي خيوط بيت الشر بإلقاء القبض على معاونه الرئيسي في أبوظبي، والمجموعة التي تعمل معه.
أسلوب معقد
وكانت هذه العصابة قد امتهنت تجارة المخدرات وتهريبها وترويجها في دولة الإمارات، منتهجةً أسلوباً معقداً في تهريب سمومها وترويجها وتحصيل قيمتها بشكل يضمن لهم حماية أعضائها، مستغلة البنية المتطورة لحركة الطيران وكثافة الرحلات الجوية التي تربط مدن الدولة مع مختلف دول العالم.
كما استخدم أفراد العصابة طرقاً في التواصل فيما بينهم ومع الزبائن عبر برامج التواصل الاجتماعي، متوهمة بأنها بعيدة عن أعين عناصر المكافحة، وعملت العصابة على تحصيل قيمة سمومها عبر خدمة التحويلات المالية المتوفرة لدى محال الصرافة المنتشرة في الدولة فكونت بذلك ثروة كبيرة كان ثمنها صحة وسلامة أبنائنا.
خطة الإيقاع
وعملت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات على وضع خطة للإيقاع بأفراد العصابة بعد تكشف أول خيوط تتبعها، وتمكنت الأجهزة نتيجة التحري والمراقبة اللصيقة وعمل عناصر المكافحة على مدار الساعة من اختراق تلك العصابة باستخدام أحدث آليات وأساليب البحث الجنائي.
واستمرت أعمال البحث والتحري إلى أن تم تحديد ساعة الصفر، ففي شهر يوليو من عام 2018 تم مداهمة مقر إقامة أعضاء الشبكة في إمارة الشارقة، والقبض على 5 من أفرادها، وضبط معهم 10 كيلوجرامات من الهيروين والكريستال ومبلغ 25 ألف درهم بالإضافة إلى ميزان استخدمه أفراد العصابة في وزن جرعات الهلاك قبل بيعها للمتعاطين.
ولم تغمض لعناصر المكافحة عين، حين اكتشفت ارتباط هذه المجموعة بشبكة دولية يتزعمها شخص آسيوي، حيث بدأت تدريجياً بإزاحة اللثام عن هويته، ومقر سكنه في موطنه، وكيفية إدارته لأنشطته الإجرامية وتحصيل قيمتها، والذي تبين بأنه ( محمد.ج.س.ج) (آسيوي ) حضر في عام 2010 إلى دولة الإمارات وعمل فيها، وفي عام 2014 غادرها بلا رجعة بعد القبض على أحد زملائه في قضية مخدرات.
انتقام
وثار غضب زعيم العصابة بعد خسارته الكبيرة بإلقاء القبض على أفراد من عصابته في الشارقة، متوعداً عناصر المكافحة بالانتقام دون أن يدرك حينها بأنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من القبض عليه، وأنهم هم من يتوعدونه، وهذا بالفعل ما حدث وبالتعاون مع الجهاز النظير في دولة المذكور، حيث ألقي القبض عليه في شهر أكتوبر الماضي بعد مداهمة مقره الإجرامي في عقر داره، وعلى عدد من أعوانه، وتم ضبط كمية 6 كيلوغرامات من الهيروين.
ثم تلاحقت بعدها الضربات، حيث تم إلقاء القبض على شبكة عاملة في أبوظبي مرتبطة برئيس هذه العصابة، والاستدلال على 242 موقعاً أخفى فيها أعضاء العصابة أكياساً صغيرة تحتوي على مواد مخدرة لصالح عدد من المتعاطين، بلغ إجمالي وزنها 1511 جراماً.
تعاون
وأكد العميد سعيد عبدالله بن توير السويدي، مدير عام مكافحة المخدرات الاتحادية بوزارة الداخلية أن هذه العملية النوعية رسالة لكل من يحاول المساس بأمن وسلامة الشعوب، خاصة من يحاول أن يروج السموم ويفتك بالشباب خدمة لأغراضه الدنيئة، وأن وزارة الداخلية عازمة بتوجيهات من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على تعزيز نجاحاتها وتعاونها وتنسيقها العابر للدول والقارات في مجال مكافحة المخدرات وشل عمل هذه العصابات الإجرامية أينما تواجدت.
قروب الامارات